ما يشبه تأريخًا للرحلة
الخميس، 6 أبريل 2017
أنت سيد حياتك - ما يشبه تأريخًا لبدايات 2017
الخميس، 7 أبريل 2016
لا تُتم العد - قصة قصيرة
"واحد، اثنان، ثلاثة.." يتوقف عن العد، "حسنًا، ليس بعد." يقولها وتشي ملامحه بنصف ابتسامة، يبتعد عن مكتبه بخطى بطيئة، لو قيست الأعمار بالهموم إذن لكان كل شيء على ما يرام، ولمشى بين الناس كالحكيم، يروي مآسيه فتصدقه تجاعيد هموم ارتسمت على وجهه، لكن -ولأن الحياة ليست بهذه الرحمة- ما إن يجاوز الباب حتى تتحول خطواته الهينة إلى خطى واثقة، وتتصلب ملامحه كأشد الناس دقة وانتباهًا، هكذا رأى أولئك الناس وهكذا ظن أن الأمر لا يعدو تصلب الملامح ذاك.
يمضي إلى نهاية الممر حيث مبرد المياه، يحاول تناول كوب من الماء قبل أن يكتشف أن خزانه فارغ، "لم يكن العطش مشكلة كبيرة على أي حال"، يتمتم ويضع الكوب مكانه، يمشي هائمًا على وجهه، حيث لا أحد، يلتفت نحو قطة تمشي بكسل متبختر في جانب الطريق، يتأمل حركتها، "ربما ليس في الدنيا دليل إلا هذه القطة" يفكر مبتسمًا، يخرج إلى سيارته التي نال بها من الحسد ما يكفي البشر أجمعين، يجلس أمام المقود، "لا أذكر آخر مرة كانت بها الأمور هكذا على ما يرام"، يمسك المقود بكلتا يديه، ينتبه كما لو تذكر شيئا، "واحد، اثنان، ثلاثة.." يتوقف عن العد، "هذا اليوم سيظل في الذاكرة شهورا".
يتحرك بالسيارة على مهل، تأتيه مكالمة من البيت، نعم ها قد فاته موعد الاحتفال بصغيره الذي أتم نجاحه في سنته الدراسية، يتغير لونه ويتجهم، "لكن لكل شيء ضريبة!" يفكر، "أنا لم أنس هؤلاء وأنا ألهو!" ينفعل ويضغط يديه، "لو لم أكن في هذه الحال لما وصل هو إلى أي شيء!" يقنع نفسه، يتوقف عن التفكير لثوانٍ، يصل إلى منزله، وقبل أن يخرج من السيارة يجلس لدقائق معدودة، يسند ظهره إلى الكرسي، ويردد "واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة".
تمت
_____
نشرت للمرة الأولى بالعدد الأول من مجلة "ظل" الإلكترونية، تجدها عبر هذا الرابط: http://bit.ly/1ZGQPCf
الأحد، 31 مايو 2015
ميلاد
الأربعاء، 22 أكتوبر 2014
واحمل عبء قلبك وحده
لا تدع أحدًا يملي عليك ما تقرأ، لا تدع أحدا يملي عليك لمن تسمع، لا تدع نفسك وعاءً لأحدهم يفرغ فيه آراءه، لا تكن نسخة من مفكر أو عالم أو شيخ أو أي أحد، لا تدع أحدًا يشكل آراءك عن كاتب أو مفكر قبل أن تقرأ له، تجاوزْ كلَ كلمةٍ تقال في حق أي شخص أو جماعة أو فِكر أو عِلم، حتى تجد الحقيقة بنفسك، لا تجعل ثقتك بأحد دافعًا لإلغاء ذاتك، واعلم أنك محاسب على ما تفعل، لا يغني عنك حينئذ وثوقُك بشخصٍ أوردك المهالك.
استنصح كل من ترجو فيه خيرًا، ولو لم يوافق فكر فلان أو مذهب غيره، ولا بأس بقليل من القولبة في بداية البداية، ذلك أدنى أن تستوضح المعالم فلا تضلّ الطريق، ثم اصنع نفسك بنفسك فيما وراء ذلك، ولا تدع الفرصة لأحد أن يحدد لك ملامحك، مهما بلغت ثقتك فيه، فإن أهواء النفوس كنار يُرى دخانها يوم لا ينفع الندم.
دعْ كل أحد يقول ما يريد، يبدي آراءه في فلان وفلان، يهدم شخصًا ويرمي آخرًا بكل أنواع التهم، وأسمعه منك ما يريد، ثم دعه كأن لم تسمعه، وحافظ على عقلك، من الجميع.
"وانطلق كالمهر في الدنيا، وكن من أنت حيث تكون، واحمل عبء قلبك وحده."
الأحد، 13 يوليو 2014
يا دفتر الأرقام ما ثمني؟ - ما يشبه قصة قصيرة
يبدأ اﻷخ اﻷكبر بالحديث الذي اتسم بالطموح والتحفز، يشرح لأخيه طبيعة العمل الذي سيتقدم له، يخبره عن طموحه وأمله في القبول، حتى يتسنى له أن يتقدم لخطبة الفتاة التي أحبها منذ سنين.
ابتسم اﻷخ اﻷصغر في استسلام، ما إن رأى أخوه منه ذلك حتى بدأ يضحك بصوت مسموع، ثم عمّ الصمت.
في مقهًى بأحد الأحياء العريقة في مدينة ما، يجلس عجوز في الثمانين من عمره جلسته التي واظب عليها منذ سنين، طلب دخينته وقهوته وواصل جلوسه، يذكر أهل القرية أنه ما ترك هذه الجلسة منذ عشرين سنة، وكان يعاني من بعض اﻷمراض المزمنة التي لم تمنعه من مواصلة حياته كما يحب، جلس العجوز يطالع صفحات إحدى الجرائد، حتى وصل إلى خبر بإحدى الصفحات، (مصرع ستة أشخاص وإصابة طالب في حادث مروع بطريق 'القاهرة-اﻹسكندرية' الصحراوي)، تعلق نظره بالخبر هنيهة فقال "الله يرحمهم"، ثم ترك الجريدة وبدأ بشرب قهوته متأملًا المارين أمامه من أهل الحارة في صمت.
السبت، 12 يوليو 2014
مفتتح القصيدة - ما يشبه بداية للحكاية
من يعرفني يرى أني قليل اﻷفعال، دائم التفكير في كل خطوة أقوم بها، وهذا مما أخرني في نشر ما أكتب.
يبدو اﻷمر منطقيًا، لا أفعل شيئًا قبل أن أفكر فيه عدة مرات، لكن اﻷمر في الحقيقة يكون سخيفًا، لا تكاد تفعل شيئًا، تطيل التفكير في كل شيء، ولا تفعل إلا القليل، يخطر لك خاطر، تهم بكتابته فتنتهي منه، ثم تعود لتقرأه، فتشعر بكونه محض هراء، فتمسحه، هكذا هي الحياة دائمًا، تتعلق قيمة اﻷشياء بذاتها وظروفها أيضًا، الفرصة التي تضيعها اﻵن تعود إليها بعد قليل فتظنها غير ملائمة، وتصرف نظرك عنها، وهكذا تضيّع عمرك.
(2)
وهكذا بقليل من التأمل رأيت أنه لابد من بداية، حتى وإن كانت التجربة غير كاملة، بل حتى وإن فشلت، بمعنًى أوضح، ما الذي ستخسره إن كتبت ولم يقرأ لك غيرك؟، في المقابل ما الذي ستشعر به إذا وجدت الناس يشاركونك ما تكتب؟، هكذا فكرت، ربما سأكتب ليومين وأتوقف، ربما لا يسعفني العمر أصلًا، لكن تبقى الحقيقة أني حاولت مرةً على الأقل، فإن وجدت بصدرك ما تود قوله، فتكلم، ولا تصمت.
واكتب كي لا تكون وحيدًا.
(3)
الصورة بالأسفل تبدو معبرة.
حسنًا هكذا نبدأ بسم الله